الأمم المتحدة تكثّف جهودها لإزالة الألغام وإعادة الإعمار في غزة وسوريا ولبنان
الأمم المتحدة تكثّف جهودها لإزالة الألغام وإعادة الإعمار في غزة وسوريا ولبنان
بدأ المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، خورخي مورييرا دا سيلفا، جولة ميدانية تستمر سبعة أيام في الشرق الأوسط، انطلقت من لبنان يوم الأحد، وانتقلت إلى سوريا يوم الاثنين، على أن تشمل الضفة الغربية، وغزة، والقدس في الأيام المقبلة.
وأكد دا سيلفا، في لقاء عبر الفيديو مع موقع "أخبار الأمم المتحدة" من دمشق، أهمية الدور الذي يؤديه مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع في تعزيز التنمية والاستجابة للأزمات الإنسانية، موضحا أن التحديات المرتبطة بإعادة الإعمار في غزة وسوريا ولبنان تتطلب تنسيقًا دوليًا واسع النطاق لضمان تقديم الدعم اللازم.
وأكد أن الجولة تهدف إلى تقييم الاحتياجات الميدانية، وتعزيز الشراكات مع الحكومات والسلطات المحلية، واستعراض المشاريع القائمة، إلى جانب استكشاف آفاق جديدة للتعاون.
تحديات إعادة الإعمار في غزة
أشار دا سيلفا إلى التحديات الجسيمة التي تواجه عملية إعادة الإعمار في غزة، وفي مقدمتها إزالة الأنقاض التي وصفها بالمهمة الملحة والمعقدة في آن واحد، وشدّد على ضرورة تكاتف جميع الجهات الإنسانية لإنجاز هذه المهمة، التي ستستغرق وقتًا طويلاً نظرًا لحجم الدمار الكبير.
وأوضح أن مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع يضطلع بدور رئيسي في غزة، حيث عمل على تأمين إمدادات الوقود الضرورية قبل وقف إطلاق النار، بدءًا من 1000 لتر يوميًا وصولًا إلى 1.3 مليون لتر يوميًا.
وأكد أن الجهود متواصلة لضمان تلبية الاحتياجات المتزايدة، بالتوازي مع استكشاف حلول طويلة الأمد لمشاريع البنية التحتية.
إعادة التأهيل في لبنان
في لبنان، استعرض دا سيلفا المشاريع التي نفذها المكتب سابقًا، والتي شملت إزالة الألغام وإعادة تأهيل المناطق المتضررة من انفجار مرفأ بيروت عام 2020.
وذكر أن المكتب يطوّر مشروعًا بدعم ألماني يركز على إعادة تأهيل البنية التحتية العامة، مثل الطرق، والمياه، والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى استعادة المساحات الخضراء.
ولفت إلى زيارة أجراها لموقع حديقة يجري العمل على إعادة تأهيلها في وسط بيروت، تمتد على مساحة تزيد على 20 ألف متر مربع، مشيرا إلى مشاريع متعلقة بإدارة النفايات، حيث يعمل المكتب على تطوير حلول بيئية مستدامة بالتعاون مع السلطات اللبنانية، في ظل وجود مكبات مفتوحة تشكّل خطرًا بيئيًا وصحيًا كبيرًا.
الاستعداد لإعادة الإعمار بسوريا
أكد دا سيلفا أن المكتب يمتلك خبرة طويلة في سوريا، حيث شارك سابقًا في إزالة الأسلحة الكيميائية، إلى جانب مشاريعه الحالية التي تشمل إعادة تأهيل المستشفيات، تزويدها بالطاقة الشمسية، وتأمين الإمدادات الطبية.
وشدّد على أهمية الاستعداد المسبق لعملية إعادة الإعمار، خصوصًا من خلال إزالة الذخائر غير المنفجرة التي لا تزال تشكّل تهديدًا في العديد من المناطق السورية.
وأوضح أن إزالة الألغام والمتفجرات غير المنفجرة تمثل أولوية أساسية، حيث يعمل المكتب بالتعاون مع دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام لتنفيذ مشاريع تهدف إلى تطهير الأراضي وإتاحة المجال لتنفيذ مشاريع تنموية مستدامة.
مواجهة التحديات المستقبلية
رأى دا سيلفا أن المرحلة الحالية تشكل لحظة حاسمة للشرق الأوسط، في ظل قيادات جديدة في لبنان، ونظام سياسي متغير في سوريا، ووقف إطلاق النار في غزة، وأكد أن التحديات تتطلب استجابة على نطاق أوسع، من خلال توسيع نطاق المشاريع القائمة، وتعبئة المجتمع الدولي لضمان تقديم الدعم اللازم.
وأشار إلى أن المكتب يعمل وفق نموذج تنفيذي يعتمد على الاستجابة لطلبات الحكومات، ووكالات الأمم المتحدة الشقيقة، والبنوك التنموية، لتنفيذ مشاريع في مجالات البنية التحتية، والمشتريات، وإدارة المشاريع والصناديق.
وأوضح أن 50% من مشاريع المكتب تُنفَّذ في بيئات هشة تعاني من النزاعات والعنف، مما يعكس مدى تعقيد الأوضاع التي يعمل في إطارها.
رؤية مستقبلية للتعاون
اختتم دا سيلفا حديثه بالتأكيد على أهمية توحيد الجهود لمواجهة التحديات في المنطقة، لافتًا إلى أن مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع يمتلك المعرفة العميقة والخبرة الطويلة في تنفيذ المشاريع الإنسانية والتنموية في الشرق الأوسط.
ودعا إلى تعزيز التعاون بين كل الأطراف لضمان تنفيذ مشاريع مستدامة تسهم في تحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين.